یعتمد ازدهار الثقافة الدینیّة علی الاُسس القویّة للأفکار والتجارب والنشاطات العلمیّة لشخصیّات عظام ، ورغم أنّ لکلّ واحد من هؤلاء العلماء دوره المتناسب مع فعّالیّته فی ناحیة من نواحی هذه الحرکة ، إلاّ أنّ بعض الشخصیّات تلعب دوراً خاصّاً لا یمکن التغافل عنه فی هذه الساحة المزدحمة بالأمواج المتلاطمة للتحدّیات العلمیّة والثقافیّة ، حیث یعتبر العلاّمة البلاغی بحقّ أحد هذه الشخصیّات ، إن لم نقل من أهمّها . إنّ تمیّزه فی میدان الإبداع الفکری بالنشاط والمعاصرة والشمولیّة والعالَمیّة ، واتّساع دائرة قراءاته الإسلامیّة ، وتناوله النقّاد لأهمّ مجالات وزوایا المعرفة الإسلامیّة ; خلقت منه شخصیّة علمیّة موسوعیّة ، أفضت إلی أن تکون بحوثه مشبعةً بالنظر إلی جمیع جوانب الموضوع ، ومن زوایا مختلفة ، ومستندةً إلی خزین معلوماتیٍّ متنوّع وغنیّ . إنّ بحوثه لا تنبع من فراغ ودون الالتفات إلی مستلزمات الواقع ; بل إنّه لا یشمّر عن ساعد البحث والتحقیق إلاّ لإضاءة نقاط مظلمة ، أو ردّ شُبَه وأفکار باطلة ، أو ملء فراغ فکریٍّ . إنّ العلاّمة البلاغی هو من اُولئک العلماء الجسورین فی تناولهم لقضایا عصرهم واستخلاص الأجوبة الدینیّة القاطعة لها ، ممّا جعل منه نموذجاً للعلماء الذین استطاعوا بجهودهم القیّمة أن یکشفوا عن الوجه الحیّ لإمکانات الحوزة العلمیّة فی مواجهة القضایا المعاصرة . عناوین اصلی کتاب عبارتند از: الباب الأوّل:عصره وحیاته الباب الثانی:منهجه التفسیری الباب الثالث:الاتجاه التفسیری عند البلاغی