إن الأسرة هی اللَبِنة الأولی فی بناء المجتمع الإنسانی وبصلاحها یصلح المجتمع برمته ، ومن هنا فإن الشریعة أولت اهتماماً بلیغاً بصیاغة هذه اللَبِنة وصیانتها من کل سوء یمسّه . فنری فی القرآن الکریم دعوة لوقابتها بعد الدعوة لوقایة النفس ، وذلک فی قوله تعالی [ قُوا أنفسکم وأهلیکم ناراً وقودها الناسُ والحجارة ] ، ولا ریب أن النفس الإنسانیة لا تسکن إلا ضمن جو عائلی خال من کل المشوشات والمکدّرات ، وقد دلّت الروایات والتجارب علی أن الشیطان إذا یئس من العبد أثار الجو الأسری ضده لإخراجه من سکونه واستقراره .
ومن الواضح أن تشتت البال من أکبر العوائق فی عملیة السیر الأنفسی ، والذی به تتحقق العبودیة التی من أجلها خلق الإنسان .